في السابع عشر من نوفمبر عام 1989 قدم إبراهيم حسن وزملاءه أغلي هدية للجماهير المصرية في القرن الماضي عندما فازوا علي المنتخب الجزائري بهدف دون رد سجله توأمه حسام في مرمي الحارس الجزائري العربي الهادي في اللقاء الذي أداره الدولي التونسي علي بن ناصر.
ولأن الجميع يردد – وبحق - أنه لا صوت يعلو فوق صوت لقاء 14 نوفمبر التاريخي بين مصر والجزائر في ختام مباريات المجموعة الثالثة رغب في استطلاع رأيه حول هذا اللقاء المصيري الذي يصفه البعض بلقاء القرن، بالاضافة الي انه خبير بمواجهات المنتخبات الشمال أفريقية بصفة عامة والأندية و المنتخبات الجزائرية بصفة خاصة.
إبراهيم حسن نجم دفاع أندية الأهلي وباوك اليوناني ونيوشاتيل السويسري ثم الأهلي منذ منتصف الثمانينات حتى بداية الألفية الجديدة والزمالك في بداية الألفية الجديدة وأحد النجوم التاريخيين لمنتخب مصر في مركز الظهير الأيمن لأكثر من 125 مباراة دولية تحدث عن لقاء الحسم وأمنيته في مشاهدة نجوم هذا الجيل في المونديال وعن الطريقة المثالية للتعامل مع أجواء اللقاء وأعرب عن استغرابه لمبادرة البعض بتقديم وردة لكل جزائري لأنه عاني وزملاءه الأمرين من الجماهير الرياضية هناك.
المدافع الكبير ذو الـ43 عاماً وصاحب الهدف التاريخي في مرمي ريال مدريد في كأس الإتحاد الأوربي مع نيوشاتيل في بداية التسعينات أكد احترامه لمنتخب الجزائر كفريق قوي وشدد علي ضرورة تركيز نجوم المنتخب المصري في اللقاء من أجل حسمه وانتزاع بطاقة الصعود وأعلن عن خيبة أمله من تصرفات إتحاد الكرة تجاهه وعدم مساندته في مشكلته مع الحكم الجزائري في الوقت الذي يختلق المبررات لنجم الجزائر السابق الأخضر بلومي الذي شرع في قتل طبيب مصري علي حد تعبيره.
وفيما يلي الحوار كاملا...
كنت أحد نجوم موقعة 17 نوفمبر 1989 التي فاز فيها منتخب مصر بهدف توأمك حسام .. ما هي ذكرياتك عن هذا اللقاء؟ وهل تري أن هذا الجيل قادر علي تكرار ما فعله جيلكم الذهبي؟
هذا الجيل به نجوم علي اعلي مستوي ولديهم إمكانيات تؤهلهم لتحقيق حلم وأمل الوصول إلي النهائيات ولكن لابد من التركيز، لابد من التصميم والإرادة لتحقيق هذا الحلم. في المرة التي وصلنا فيها لإيطاليا عام 1990 حددنا هدفنا منذ البداية وكان لدينا ثقة في الله وفي إمكانياتنا وتمكنا من تحقيق الهدف.
فنيا وبعيداً عن التصميم والحماس كيف تري هذا اللقاء؟
فرصة الجزائر جيدة لديهم لاعبين شبان ومحترفين يمتازون بالتركيز والتنظيم والروح العالية ولابد من الحرص الشديد والعمل علي تسجيل هدف مبكر حتى نصل للهدف الثاني ونتجنب دخول هدف في مرمانا ونبتعد عن العشوائية.
لابد أن نضع في الاعتبار حساسية هذه المواجهات واحتمال دخول هدف في مرمي مصر. اللقاء ليس سهلاً علي الإطلاق، فكل النتائج متوقعة خلاله فمنافسنا فريق قوي ولديه إمكانيات تؤهله لتحقيق نتيجة جيدة ما لم نكن في أعلي درجات التركيز.
أيهما أفضل من وجهة نظرك أن تلعب مصر علي الفوز بفارق ثلاثة أهداف لتصعد مباشرة أم اللعب للفوز بفارق هدفين والاحتكام للقاء فاصل سيكون الفوز خلاله بأي نتيجة كاف للتأهل؟
لا يجب الكلام بهذه الطريقة والبحث عن الحلول منذ البداية لابد أن ندخل في اجواء المباراة، فنحن نلاعب فرقة قوية ومن الصعب تسجيل ثلاثة أو أربعة أهداف كما يتوقع البعض ولو حققنا هذا فسيكون أمرا ممتازا. ليس من الجيد التفكير في الفوز بعدد من الأهداف لأن هذا يساهم في تشتت وعدم تركيز لاعبينا.
كأحد نجوم الدفاع التاريخيين في الكرة المصرية من ترشحه ليعوض وائل جمعة في لقاء 14 نوفمبر؟ وهل يمكن أن يكون خط الدفاع هو مفتاح الفوز و التأهل عن طريق منع لاعبي الجزائر من التسجيل والتقدم أثناء الاستحواذ علي الكرة ومحاولة زيارة شباك الحارس جاواوي؟
هناك أكثر من لاعب يمكن أن يسد غياب جمعة مثل أحمد فتحي وعبدالظاهر السقا وأحمد سعيد أوكا بالإضافة لهاني سعيد. لا أري مشكلة في غياب وائل. أي لاعب يشترك يمكن أن يؤدي بشكل جيد.
البعض ينسب لك وللكابتن حسام تصريحات ضد المنتخب الجزائري ... هل صدرت منكما هذه التصريحات أم أنها محاولات من البعض للإساءة لكما؟ وهل أسأت أنت للجزائر في تصريحات سابقة؟
لا لم يسبق لي التصريح أو الإساءة ضد الجزائر. البعض لا يتكلم بتصريحات غريبة وينسبها لنا. لا شأن لنا بهذه التصريحات. لم يسبق لأحد أن ساندنا في مشكلتنا مع الجانب الجزائري وهم الآن يكتوون بنارهم. الكل تخلي عنا ولم يساندنا وأظهرنا في موقف المخطئين. الآن عرفوا تصرفات الجماهير الجزائرية. الحمد لله البعض أخطأ في حقنا و أنا أخذت حقي. هم يشتمون مصر وجمهور مصر ولاعبو مصر وإعلام مصر وكل شيء ونحن هنا "نطبطب وندلع" لابد أن يعرف هؤلاء أن مصر كبيرة وأن فيها رجال يعرفون كيف يأخذون حقوقهم.
بمناسبة الإعلام وكلامه ومناداة البعض باستقبال الجانب الجزائري بالورود ما رأيك في هذه المبادرات؟
اعتبر هذه المبادرات نوعا من النفاق. لماذا لم يقدموا هذه الورود لنا عندما نذهب هناك؟ في لقاء المصري وشبيبة بجاية قدمنا لهم كل شيء ورود وأزهار وتسهيلات. وقابلونا بالصواريخ والشماريخ والألفاظ البذيئة.
لماذا نقدم نحن دوماً الشيء الجيد ولا نقابل بنفس المعاملة؟ البعض يريد أن يظهر بصورة الملاك علي حساب مصر وأنا أري أن كل هذا تمثيل وادعاء من البعض بأنهم ملائكة. هل فعل الجزائريين معنا هذا؟
اللاعبون هم الذين يعانون أما من يجلسون في "التكييفات" فلا يدركون أي شيء. نحن لاعبو الكرة الذين نشاهد المساوئ ونواجه الصعوبات وأدري بما يجب أن نفعله. صعب أن نحب الجماهير الرياضية بهذا البلد لصعوبة ما واجهناه مها رغم احترامنا لشعبها.
علي عكس ما يردد البعض قال وزير الإعلام الجزائري عز الدين ميهوبي أنه يحترم و يقدر التؤأم وتاريخه الكبير وكونه من أفضل النجوم في تاريخ الكرة العربية و الأفريقية ... ما هو تعليقك علي كلام الوزير الجزائري؟
أشكر الوزير علي هذا الكلام وأنا بدوري ظهرت في التلفزيون وقلت أننا لم نخطأ في حق الجزائر. وهناك أشخاص تتكلم بأسمائنا دون وجه حق وهذا شيء أخر لا يد لنا فيه. البعض من الإعلاميين يخطأ ويضعنا في وجه المدافع. البعض في إتحاد الكرة يصرح ويقول أشياء لم ننطق بها. بالتأكيد الوزير من الأشخاص المحترمين الذين يقولون أشياء محترمة نشكره عليها.
بمناسبة كلامك عن الأشخاص المعتدلين قمت بعمل حوار مع النجم الجزائري الكبير رابح ماجر وتكلم بشكل رائع عن الكرة المصرية ونجومها...
ماجر شخص محترم وأنا قابلته في المطار واعتذر لنا عما حدث في بجاية وأخذ صورة جماعية مع فريق المصري. في كل مكان هناك الجيد و السيئ و ماجر من الأشخاص المحترمين.
نحن قلنا هذا في أوج المشاكل و قلنا أنه عاملنا بمنتهي الاحترام بعكس زميل جيله الأخضر بلومي الذي يختلف عنه كل الاختلاف. هو شخص شرع في قتل شخص مصري دون ذنب. للأسف إتحاد الكرة لدينا يتوسط ليتنازل الطبيب المصري عن القضية حتى لا يسجن بلومي.
البعض من وسائل الإعلام يهدأ الأمور هل هذا يهدأ حماس الجماهير أم أن الأمور في الملعب ستكون مختلفة؟
اللاعب لا شأن له بهذه الأمور. وسواء تم شحن الجمهور أم لا فلن يؤثر ذلك علي لاعبينا. لا شأن للاعب بالجمهور سواء كنت تلاعب شياطين أو ملائكة. أمام اللاعبين هدف الوصول للنهائيات وعليهم أن يقاتلوا من أجل تحقيقه وللوصول إليه.
الصعود لكأس العالم أمر وارد فهل تري أن نهاية نجوم هذا الجيل مرتبطة بالنجاح أو الإخفاق في بلوغ نهائيات جنوب أفريقيا؟
لا لن تكون نهاية جيل. الخسارة واردة كما هو الفوز وهذه هي الرياضة. قد نحزن يوم أو يومين ولكننا سنواصل المسيرة لأن الدنيا لن تتوقف.
هناك البعض يري أن هذا الجيل يستحق الوصول لكأس العالم ... هل تتفق مع هؤلاء؟
أكيد متفق معهم ولكن جاءت لهم فرصة للصعود بسهولة ويسر ولكنهم استسهلوا الأمور وتكاسلوا في البداية. من المفترض أننا في كأس العالم الآن. نحن كسبنا كأس الأمم مرتين وحققنا نتائج كبيرة ومعنا أسهل منتخبات في التصفيات وكان من المكن الوصول علي حسابها بهدوء ولكن الفرصة لازالت قائمة إن شاء الله